المثقفون العراقيون بين "جفصات "(الشيوعي الأخير ) ومفخخات لحى الإرهاب

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
30/10/2007 06:00 AM
GMT



لاادري لماذا صار يطيب للشاعر سعدي يوسف أن يهاجم المثقفين العراقيين كلما

سنحت له الفرصة ووجد الى ذلك سبيلا !!! محاولا الصاق أبشع التهم بهم

وهل هناك اسوأ من أن يوصف المثقف بأنه يصطف مع محتل لبلاده ؟

لقد أثنى الشاعر سعدي يوسف على الشاعر سركون بولص في مقال نعاه به حمل

عنوان " سركون بولص شاعر العراق الوحيد " وقال انه وقف ضدّ الاحتلال، "

لأن الشاعر، بالضرورة، يقف ضد الاحتلال.سُــمُوُّ موقفِه هو من سُــمُوّ قصيدته."

وهذا كلام جميل فالمثقف الحقيقي بالضرورة ضد الإحتلال ولدينا شواهد كثيرة تؤكد هذا إذن علو موقف سركون يأتي من كون موقفه من الاحتلال كان مشرِّفا

و قصيدتُه " السيد الأميركيّ " خير دليل على موقف هذا الشاعر الذي عاش سنوات طويلة في سان فرانسيسكو حتى غن الشاعر سعدي يوسف يرى إنها تصلح ان تكون " نشيدٌا للمقاومة الوطنية في العراق المحتلّ!"

ألم يقل بها :

الموت/ هذا سيّدٌ من أمريكا

جاء ليشربَ من دجلةَ ومن الفراتَ.

...

الموت هذا سيدٌ عطشان

سيشربُ كلَّ ما في آبارنا

من نفط، وكلَّ ما في أنهارنا من ماء.

...

الموت.

هذا سيَّدٌ جائع

يأكلُ أطفالنا بالآلاف

آلافاً بعد آلافٍ بعد آلاف

 

لكن شاعرنا الكبير لابد أن يخز جلد الثقافة العراقية بشوكته المسنونة حيث يرى ان بولص بموقفه الصريح ضد الاحتلال يقف "على خلاف معظم المثقفين العراقيين"!!!

لاحظوا إن سعدي يوسف لم يقل (بعض ) وانما قال (معظم ) وفي هذا تعميم جارح

وبخس لأشياء الناس وإتهامات تسيء للثقافة العراقية والمثقفين العراقيين !!

اكان لزاما على "الشيوعي الأخير " أن يجفص " هذه "الجفصة " في مقال كتب

لتأبين شاعر يشكل عمودا من أعمدة الشعر العراقي وعلامة من علامات الثقافة العراقية ؟

أ ليس في هذا القول إجحاف في حق الكثيرين من المثقفين العراقيين والثقافة

العراقية التي تنصل منها سعدي يوسف مثلما صار يتنصل من العراق كله !!!

لماذا يكرر هذا القول بين وقت وآخر

هل كتب هذا ليؤكد انه الوحيد الذي وقف ضد الاحتلال !!!؟

هناك مثقفون نزفوا دمهم من اجل العراق بصمت وبلا إدعاءات تلقى بمناسبة وبغير مناسبة !!

إننا نقدر موقف الشاعر سعدي يوسف ونعتز به , ولكن بنفس الوقت لا نسكت على هذه الأوصاف التي إعتاد على الصاقها بالمثقفين العراقيين داخل العراق وخارجه وربما كان نصيب الذين في الداخل اكبر لكونهم ظلوا يعملون في الحقل الثقافي ولم يغادروا العراق ربما لقصر ذات اليد وربما لإلتصاقهم بتراب العراق وربما لأنهم لا يقدرون على الغربة وضرائبها !!!

ولو توفرت لهم فرصة الخروج لما بقوا وسط المفخخات ولحى الارهاب

أهذه تهمة تكفي لكي يوصفوابهذه الأوصاف الظالمة التي تاتي من شاعر كبير بحجم سعدي يوسف ؟